رواية حُب سيء || الجزء الثالث .

image

***

عادت هيري للوراء بِتفاجأ و نظرت لِنفسها الفوضاوية ثمَ رفعت رأسهآ و حدقت بِهآ
” آه آنا حقاً آسفة ! لم اركِ في طريقي ، مالعمل ؟ ”
” لآبأس ، إنهُ لاشيء ”
” حقاً ؟ ، اعتذرُ مرةً أخرى ! ”
نظرت إليهآ بِخبث بينما بيكهيون يقفُ جانباً و يشاهدُ تلك التمثيلية المُتقنة ، تنهد و بِطريقةٍ سريعة خطف كأس احدهم ثم تقدمَ نحوهآ و سكب الشرآب على رأسهآ شهقت بِتفاجأ كما فعلَ الحشدُ المُتجمِعُ حولهم غطت هيري فمهآ بيدهآ غيرَ مُصدقةٍ مافعلهُ نهض اصدِقائُهآ و آقتربوا نحوهم في تسآئل ، حدقَ بيكهيون بِالفتاةِ مع إبتسامةٍ طاغية و تحدثَ بِإستفزاز
” آومو ! مالعمل ؟ … لم اركِ في طريقي ! “

***

” يآه! هل جُننت ؟ ”
سألت بِغضب لكنهُ ظلَ يرمُقهآ بدونِ ادنى إهتمام حينها رفعت صوتهآ و صرخت بِوجهه
” انا آسألك ما إن كنتَ قد جُننت ايهآ الوغد الاحمق !! ”
آخفضَ رأسهُ وابتسم بِسخرية بينما كانت تُراقِبهُ بِنفاذ صبر عادَ يرمقهآ و قد تصلبَ فكُه
” آعتذري ! ”
” هه! ، ماذا ؟ ”
” اعتذري حالاً ! ”
صرخَ بِهآ و صكَ على اسنانه بحزم ارتجفت و عادت للوراء بخوف حينها تقدمت هيري فنظرَ إليها جونغهيون تُمسكُ ذِراعَ بيكهيون في إرتباك
” لآداعي لفعلِ ذلك ، انا حقاً بخير ! ”
” هل انتِ ساذجة لتلكَ الدرجة ؟ اوه ؟ هل تعتقدينَ حقاً … بإنها لم تكُن تقصدُ ذلك ؟ هل تعتقدينَ … بِإنَ لايوجدُ وراء ذلك الا النوايا الطيبه ، حقاً ؟ ”
افلتَ ذراعهُ بِقوة من قبضةِ يديهآ فنظرت إليه بتفاجأ و نِكرانٌ لِما يفعله ، فالأمرُ لايستدعيّ كل ذلك فتلكَ الحوادثُ تحدث إذن ؟ مالخطبُ مع كلِ ذلك الصراخ ؟ كان المكانُ يعجُ بِطلاب مدرسة سانت لويس الثانوية و هواتِفهم التي لم تتوقف عن التوثيق لما يجريّ ، ابعدَ عينيهُ عنهآ و حولهمآ لجينآ
” ماذا ؟ هل ستجعليننيّ اعيدُ ماقلتهُ ؟ ”
رفعت رأسهآ رمقتهُ بغضبٍ و تألم ، نظرت إليها هيري شاعرةً بالحزن و غيرَ العدل و مما يفعلهُ بيكهيون من تضخيمٍ للأمور حدقت بعدم ثبات لهيريّ المُحرجة قبضت يديهآ و حركت شفتيها بِصعوبة لتخرجَ كلمات الاعتذار
” أسفة ، حقاً …. أسفة ”
وقعت الدموع على وجنتهآ و غادرت النادي في سرعةٍ مُفرطة و لحقت بِها صديقتهآ بعدما رمقت الاثنانِ بإحتقار ، حدقت هيري بِهِ غاضبة و سألتهُ بِعدم تصديق
” ماكانَ هذا ؟ … هل كانَ حقاً يستدعيّ ان تفعل كل هذهِ الضجة من اجلِ لاشيء ؟ ”
” لنذهب ، سأخذكِ إلى المنزل ”
” ماذا ؟ مالذيّ تحاولُ فعلهُ الان ؟ ”
امسكَ بِمعصمهآ و تنهدَ في إنزعاج و قالَ بِنفاذ صبر
” يآه! آلا تتوقفين عن فعلِ ذلك ؟ ”
” عن فعلِ ماذا ؟ ”
” التذمر ، الاحتجاج ، طرحَ الاسئلة و المزيدَ من الاسئلة ، أليس من المفترضِ ان نكونَ اصدقاء ؟ ”
” لابد بإنك تحملُ فكرةً خاطئة عن معنى ذلك ! ”
” ماذا ؟ مالذي تقولينه ؟ ”
سألهآ بِحيرةً و تسآئل ، افلتت مِعصمها من قبضته و فركتها لتُبعدَ الالم زفرت بِإنزعاج و اجابته
“الإمساكُ بي و جريّ هكذا و كأنني دراجتُكَ الهوائية او ماشابه! … الاصدقاء لايفعلونَ ذلك بِاصدقائهم سيد بيكهيون ”
” آه! يبدو بإننا حقاً نحملُ افكاراً مُختلفةً عن معنى الصداقة ”
” انت الفكرةَ الخاطئة ، الخاطئة ”
” حسناً ، لقد فهمت هل نستطيعُ الذهاب الان ؟ “

آتاها جونغهيون من الخلف و وضعَ مِعطفها على كتفيهآ نظرت إليه في خجل و إرتباك ، حدقَ إلى بيكهيون بِإبتسامة هادئة بينما رمقهُ بِنفاذِ صبر و حدقَ إلى يدهِ التي اتخذت من كتِفها مرسى
” سوفَ آخذهآ انا إلى المنزل ….. بِما اننا مُغادِرون جميعاً ”
” آوه جيد ، يمكنكَ العودةَ إلى اصدقائك لابدَ من إنهم يتسائلون بقلق ”
فتحت هيري فمِها بحماقة لتنجحَ في إثارة بُركانِ بيكهيون الذي قد خمدَ للتو ، امسكَ مِعصمها بِشدة و جرها نحوهُ في إبتسامة مُستفزة و تهديد
” كلا ! سوفَ اخذها بما انني الشخصُ المُلامُ في إفسادِ ليلتها … سأوصلها إلى المنزلِ بِأمان لذا لاتقلق ، هلا ذهبنا هيري-شي ؟ ”
بللت شفتيها و نظرت إليهِ بعدم تصديق ، مُعاتبةً نفسها التي تستمرُ في الإنصياع لهُ و لطلباته و كأنها شيء يمتلِكُه عادت نظراتها للتنقلِ بين اصدقائها
” آوه … حسناً ، اراكم غداً امم ؟ ”
” امم ، كُونيّ حذرة ”
قالت ليم مودعة ، اطبقَ بيكهيون على معصمها و آخذها مُبتعداً حتى اصبحا في الخارج توقفت مُحتجة حينها نظرَ إليها و سألَ بِنفاذ صبر
” مالامر الان ؟ …. هل نسيتِ شيئاً في الداخل ؟ …. هل تريدين العودة ؟ اوه ؟ ”
” مالذيّ تحاولُ فعلهُ الان ؟ دع يدي و شأنها ”
حملقَ بِها بعينا صقر يتجهزُ للإنقضاضِ على فريستهِ اللذيذة ، حدقت بعيداً و تنفست الصعداء بينما لاتزالُ يدهُ مُلتصقةً بِمعصمها نظرت إلى ايديهما عندما ابعدَ بيكهيون يدهُ و تحدثَ بتهذيب مصطنع
” حسناً لكِ ذلك و الان ! اصعديّ ”
اطالت النظرَ بِه لوهلة ، تنهدت و دارت حولَ سيارتهِ الرياضية الفخمةَ المطليةِ باللونين الاسودَ و الذهبيّ صعدت و تحستت الجلدَ البربريّ الذي يغطيّ ارجاء السيارة لقد كانت رائعةً و خطرة كمالِكها تماماً صعدَ بِجانبها و وضعَ حزام الأمان ثمَ ادارَ رأسهُ لها و ابتسم بجفاف ، انطلقَ بِها في سرعةٍ متوسطة و بينما كانا في الطريقِ إلى منزلها عمَ الصمتُ الارجاء شعرت هيري بِالغضب مرةً أخرى عندما تذكرت الاحداث الحماسية التي حدثت سابقاً في النادي حينها ادارت رأسها و حدقت بِه
” اقسمُ بِإنني اشعرُ بِتحديقاتكِ تلك وهيّ تكادُ تصنعُ ثقباً في رأسي ! ”
” مالذيّ ستفلعهُ ؟ هل ستقتلعُ عيناي إذن ؟ ”
” أهذا ماتريدينه ؟ ”
آجابها بسخرية مُستمتعاً بالشجارَ الذي سيدور بينهما في أيةِ لحظة
” يالكَ من وغد ! ”
” ماذا ؟ ، آنا حقاً لا اصدقُ ماقلتهِ للتو ! …. أهكذا تشكريننيّ لمساعدتي لكِ سابقاً ؟ ”
تحدثَ بتفاجأ و عدم تصديق لتلكَ الوقحة الصغيرة الجالسة بجانبهِ داخلَ سيارته الرائعة الضيقة
” مساعدتي ؟ هه ! …. بماذا؟ …. بجعلِ تلكَ الفتاة تكرهنيّ اكثر من ذي قبلَ ؟ ”
” ألم يعجبكِ ذلك ؟ ”
سألها بِسخرية مع ابتسامةٍ ماكرة ، حدقت بِالأفقِ من خلال المرآة الامامية اللامعة ثمَ عادت للتحديق بِه و ابتسمت بِكره
” انا …. لايعجبني …. اي شيء يتعلقُ بِك ، حسناً ؟ ”
قابلَ تحديقاتها بإبتسامة ساخرة تحولت إلى إبتسامة عريضة و سألها مُتعجباً
” آه! ، هكذا إذن ؟ ”
” آمم ، هكذا ”
” لآبأس لكن! تعلمين إنها لن تكونَ الوحيدة التي ستكرهكِ فقط ، أليسَ كذلك ؟ ”
” مالذي يفترضُ بِذلك ان يعينه ؟ ”
” مستحيل! لاتخبرينني الان إنكِ لم تُلاحظيّ الأعينُ الرقميةِ التي كانت توثِقُ كل ماحدثَ بِالداخل ؟ ، هل يمكن؟ ”
تحدثَ ببراءة كاذبة و قد نالت يدهُ ماتريدُ الوصولَ إليه ، حاولت ظبطَ انفاسها كيّ لاتنفجر و سألتهُ بِنفاذ صبر
” لاتكن غامضاً ! …. مالذيّ تحاولُ قوله ؟ ”
***
( لما سيدافعُ بيكهيون عن فتاة قد تشاجرَ معها هذا الصباح ؟ .. اعتقدتُ لوهلة بإنهما يتواعدان ؟ .. لما ردة الفعل تلك ؟ هل هي حبيبته ؟ .. مستحيل! بيكهيون خاصتي لن يواعدَ فتاة مِثلها ! .. تلك اللعينة ! .. ياه! لن اسمح بتلك العلاقة ! .. سوفَ يُقضى عليها ! .. يجدرُ بإن يكون كلَ ذلك كذباً و إلا .. ياه! هيري ايتها الحمقاء كوني حذرة .. انتِ ميتة ، ميتة ! ” )
***
حدقت بشاشةِ الهاتف و لم تستطعَ منعَ شفتيها من الإتساعِ من هولِ ماقرأت عيناها للتو ، كانت يداهآ ترتجِفانِ من دونِ ادنى شك بل جميعُ جسدها يهتزُ خوفاً بسبب جميع تلكَ التهديدات ، نظرَ إليها شاردةً الذهن رفعَ يدهُ امامها و لوحَ بِها افصحَ عن إبتسامةٍ عريضة و سحبَ الهاتف من حضنِ يديهآ ادارت وجهها نحوهُ في خوف ظاهر وبالغ!

” ماهذا ؟ … هل انتشرَ بهذهِ السرعةَ بِالفعل ؟ .. ياللهي إنهم اسوء من الصحافة حقاً ! مالعمل ؟ ”
صمتت لبُرهةٍ ثمَ اردفت بِأمل عندما كانَ يتأملُها
” اه! صحيح اخبرهم بإننا لسنا كذلك ؟ اخبرهم بِإننا مجردَ اصدقاء ، اممم ؟ ”
” ولِما عليّ ان افعلَ ذلك ؟ …. لما عليّ ان انقذكِ ؟ ياه ألم تقولينَ بإننيّ وغد ؟ …. الأوغادُ لايقومونَ بالاعمالِ البطولية عزيزتي! ”
امسكت بِذراعهِ مُتوسلة حينها نظرَ إلى يدها الصغيرة ثمَ إليها عندما تحدثت بيأس
” لما انتَ هكذا ؟ آوه ؟ فقط عليكَ ان تخبرهم و سوفَ تختفيّ كلَ تلكَ التعليقات كما لو كانت سراباً ، فكما يبدو جميعهم يثقونَ بما ستقوله ، ارجوك ألسنا اصدقاء ؟ ”
حدقَ بِها بِأعينٌ باردة و لاتمتُ للحياةِ بإي صلة
” و منَ قال بإننا اصدقاء ؟ …. انا لم و لن اصبح …. ابداً …. صديقاً لكِ حسناً ؟ …. لذا توقفيّ عن ذكر تلكَ الكلمةَ اماميّ ، اللعنة ! ”
وقعت كلماتهُ عليها كأسهمٍ حادة ، لقد شعرت وكأنها قد طُعنت ، شعرت و كأنها تهويّ من حافةٍ مرتفعة و بسرعةٍ هائلة ، بلعت ريقها و بللت شفتيها قبلَ ان تفتحهمآ بصعوبة
” لـ..كن ، ظُـ..هر هذا اليوم ، لـ..قد لقد صافحتَ يدي ، لم تعترض إطلاقاً مالذيّ حدثَ الان ؟ …. هل تلعبُ بيّ ؟ ”
” انا لم اقل شيئاً … هل فتحتُ فميّ ؟ اوه ؟ هل حركتُ شفتايّ كما افعلُ الان ؟ كلا لا اعتقدُ ذلك ”
اجابهآ بِسخرية واضعاً تلك الإبتسامة الماكرة و حدقَ جيداً إلى الطريق بينما كانت تتعذبُ بسببه
” لما تفعلُ ذلكَ بي ؟ مالضغينةُ التي تحملها تجاهيّ اوه ؟ ”
” الإنتقام … انا انتقمُ منكِ الان ، ألم تكتشفينَ ذلك بعد ؟ لقد ساعدتنيّ بذلك بالفعل ، انا مُمتنٌ لكِ … كوماوا ”
” ماذا؟ لكنك قلتَ بإنكَ لاتهتمُ بتلك السخافات ؟ لقد قلت بإن امر قبيحةٍ مثلي لايهمك … لقد قلتَ ذلك ! ”
” كذب ، كان كلهُ محض كذب ”
صمتا لوهلة و بينما كانت تتأملُ الخارجَ بِضياع قبضت يديها و حدقت نحوهُ و ارتسمَ الأمل على وجهها
” لن تفعل ! ، فأنتَ تحتاجنيّ للمساعدة في حصولكَ على الآنسة هان ”
” لا احتاجكِ ، استطيعُ فعلها بِمفرديّ فقط ابقيّ بعيدة عن هذا الامر حسناً ؟ …. ابقيّ بعيدة ”
” آه! آنتَ تُبليّ حسناً حقاً ، نظراً لِتلقيكَ الرفضَ لإربعِ سنوات ، رائع ياصديقي! “

خرجت تلكَ الكلمات الساخرة بدونِ وعيّ من فمِها و نظرت إليه بِخوف ، اوقفَ السيارة فجأة لتتوقفَ السيارات خلفهُ بِقوة مُوشكةً على الاصطدام ببعضهآ خرجَ البعضُ مُستاءاً بينما ضرب البعضُ بوقَ سيارتهِ لكنهُ لم يلقيّ بالاً لِكلِ ذلك بلَ وجه جميعَ إنتباههِ لما تفوهت بِه ، حدقَ بِها بأعينٌ غاضبة و قاتمة بِشدة
” ماذا ؟ مالذي قلتهِ الان ؟ .. آوه ؟ ”
صرخَ بِها فأرتعدت و رمشت عيناها ، تقدم احدهم من نافذتهِ و بدأ بِطرقها مُطالباً بمعرفة مالذيّ يجري و استمر بِالطرق و النداء بغضب ، نظرت إليه هيري و تحدثت بِهدوء
” اعتذر ، انا حقاً اسفة لم اكن اقصدُ ماقلته ”
” ترجليّ ! ”
” ماذا ؟ ”
” ترجليّ حالاً ! ”
صرخَ و كان على حافة الإنهيار ، قبضَ على المقود و نظرَ بعيداً إلى الأفق اطالت النظرَ بِه غير مصدقة بإنهُ يطلبُ منها الترجلَ بعدما قطعا تلك المسافة كُلها فهيّ لم تكن تقصدُ ماقالته وقد اعتذرت بِالفعل لذلك ، امسكت بحقيبتها و نظرت إليه قبلَ ان تترجل
” يالكَ من وغداً احمق ! ”
نظرَ إليها تغلقُ الباب بقوة و ترحلُ مُبتعدة بقيّ ينظرُ نحوها بينما لايزالُ ذلكَ الرجلُ يطرقُ النافذة بِإستمرار و يخبرهُ بإن يخرج ليتحدثا ، زفرَ بيكهيون و ضربَ مقود السيارة خرجَ و شمرَ عن ذراعيه و سألهُ يصكُ على اسنانه
” هل تريدُ التحدث ؟ … هيا لنتحدث إذن ! ”
سدد لكمةً شديدة للرجل و طرحهُ ارضاً و بدأ بتسديد اللكمات واحدةً تِلو الأخرى حتى ادماه ، لقد كانَ يفرغُ جميعَ غضبه عليه بدونِ وعياً منه فلم يرى مانعاً من ضربه حتى الإغماء حتى تقدمَ بعض الرجال لإبعادهِ عنه ، افلتَ نفسهُ مِنهم و صعدَ سيارتهُ و خاطبَ نفسهُ
” لقد اخترت وقتاً سيئاً للتحدث “

***

وقفت على الرصيف تهمهمُ بِأغنيةٍ قديمة في رأسها بِإنتظار سيارةِ أجرة عابرة تقُلهآ و بينما كانت تعبثُ بحقيبتها وقف بِجانبها بِقامتهِ المُرتفعة و نظرَ إليها واضعاً إبتسامةً غامضة ، شعرت بالحيرة و نظرت نحوهُ بِإستغراب في حينِ كان ينظرُ بعيداً
” مالامر ؟ هل حدثَ خطبٌ ما ؟ ”
” كلا! ، انا في إنتظارِ سيارة الأجرة ”
” ماذا عن سيارتك ؟ ”
” ماذا بِها ؟ ”
” هل ستتركُهآ فقط ؟ ”
” امم ، سوفَ تكونُ بخير لاتقلقِ بِشأنها ”
” ليس هكذا ، لما ستصعدُ سيارة أجرة في حينِ انكَ تمتلك واحدة ؟ ”
” سأُرافقكِ إلى المنزل ”
” ماذا ؟ ”
” هل فآجأتكِ حقاً ؟ هل دفعتُكِ بعيداً لهذهِ الدرجة ؟ ”
آبتلعت ريقها و آشاحت عنه بعينانِ مُجحظتين تنهدت و انكرت مايقوله
” لا اعلمُ عما تتحدثُ حقاً! ”
آبتسم و عيناهُ تلمعان و اجابها بِهدوء
” إنها ساعةُ متأخرة من الليل ، اريدُ ان آتأكدَ من وصولكِ إلى المنزل بخير ”
” كوماوا ، لكننيّ استطيعُ تدبرَ امري ! ”
” مع ذلك … اريدُ مرافقتكِ ”
توقفت سيارةُ الأجرة و نظرت إليها سويونغ ثمَ عادت للنظرِ إليه فوجدتهُ يبتسم لهآ عقدت جبينها و صعدت على عجل ، صعدَ تاي و جلس على مقربةً مِنهآ فشعرت بِالإرتباك و رعشةً من الخوف اخبرَ الأجاشي عن وجهتهما فأنطلقا بِهما بعدما وضع الوجهة على جهازِ سيارته .
وصلا فمدت سويونغ يدهآ لكيّ يأخذَ ثمن الأجرة لكن تاي آخبرهآ بِإنهُ من سيدفع فأعادت نقودها إلى الحقيبة و قدَ زاد شعورها بِالإستغراب مُحدقةٍ بِه ، حدقَ بِها هو الآخر و ابتسمَ بِدفىء حينها تجعد جبينها مرةُ أخرى و ترجلت سريعاً اقتضبَ وجههُ لذلك
” آجاشي ، انتظرَ لحظة ”
تحدثَ تاي و ترجلَ خلفهآ اسرعَ في خطاهُ و امسكَ بِذراعها و ادارها نحوهُ قبلَ ان تصلَ إلى باب منزلها التاريخيّ القديم
” دعنيّ ! ”
” اريدُ التحدثَ إليكِ قليلاً ! ”
” اياً كان ماستقولهُ فأنا لا اريدُ سماعهُ حسناً ، دع يدي ! ”
” لما انتِ هكذا ؟ اوه ؟ ”
” انت ، انت من جعلنيّ هكذا لذا لاتملكُ الحق في الإعتراض ، ارجوك دعني اذهب ”
” ليس قبلَ ان اتحدثَ إليكِ ! ”
” دعنيّ اذهب ، اتوسلُ إليك اتوسلُ إليك …. ”
اخذت تكررُ تلك الكلمات مُغلقةً قلبها عنه قبلَ عيناهآ لم يستطع ان يتحملَ حركاتِها الطفوليةَ تلك فهز جسدها و صرخ بِها غاضباً
” سويونغ !! ”
فتحت عيناهآ و حدقت بِه و قد وقعت الدموع على وجنتيها المُمتلئتين ، لقد مر وقتٌ طويلٌ منذ آن سمعت اسمها منه طويلٌ حقاً ، كان يمتلكُ وقعاً مُختلفاً على مسامعٍ قلبها و عقلها ، كان مُختلفاً ، كان وقعهُ يحملها فوقَ غيمةٍ بيضاء سحرية ، كان يمتلكُ موسيقى خاصة لكنهُ الان ! يسببُ الالم فقط و لا غيره لهآ
” سويونغ ، ارجوكِ لنتحدثَ قليلاً آوه ؟ ”
” لاتقله ، لاتقل اسمي لاتقله ”
” ياللهي!! ، مالذي فعلتهُ بكِ ؟ ”
” اتوسلُ إليك ، دعنيّ قبلَ ان افقدَ صوابي !! ”
حدقَ بِها و عض شفتيه قبلَ ان يتركَ ذراعهآ بِبطء استدارت سريعاً و وضعت كفَ يدها على شفتيها محاولةً آن تشقَ طريقها الصعب نحو منزلها بسبب ضبابِ الدموع المُتجمعةِ بعيناهآ ، نظرَ إليها مُبتعدة فتحدثَ بصوتٍ شديدُ الحزن
” إشتقتُ إليكِ …. كثيراً ”
**
آغلقت الباب خلفهآ و اسندت ثقلَ جسدهآ عليه و اجهشت بِالبكاء شاعرةً بتمزقِ قلبها حدقت إلى السماء و رفت عيناها لتتوقفَ عن البكاء قبلَ ان تسمع والدتها صوت بُكائِها ، فكرت سريعاً كمجنونةٍ مآ حينها اعادت ظبط مشاعرهآ و خرجت عائدةً إليه نظر إليها قبلَ ان يصعد و ابتسم جاهلاً ماسيحدث بينهما
” ياه! مالذي تريدهُ آلان ؟ .. لِما تستمر في إيذائي ؟ .. هل يعجبكَ ذلك ؟ آوه ؟ هل تستمعُ في رؤيتي تعيسة ؟ ”
تلاشت ابتسامتهُ و ذهبت ادراج الرياح عندما استمعَ إلى ما قالته ، رمشت عيناه و تنهد ، مدَ يدهُ نحو كتِفها لكنها ابتعدت للوراء و اردفت بنفاذ صبر
” مالذي تريدهُ هان جيهيون ؟ ”
” آنتِ ، انا … احتاجكِ بجانبي سويونغ ”
” هه ! هل تمزحُ معي الان ؟ …. لقد كنت الشخص الذيّ ارادَ الإنفصال منذ البداية ! …. هل تظنُ بإنني احدَ العابك ؟ …. مالذيّ تتحدثُ عنه الان ؟ ”
عقد جبينهُ و زفر بِإنزعاج و حدقَ إليها بِحزن و إرهاق
” انتِ تجهلينَ الجُزء الآخر من القصة ! ”
” آريدُ إبقاء الآمرَ على هذا النحو ! …. آه حقاً ! لايمكنكَ ان تبعد الاشخاص هكذا ومن ثمَ المُطالبةَ بِعودتهم ، لايمكنك فِعل ذلك ”
” آعلمُ جيداً بِإنني قد آذيتُكِ كثيراً لكن ! …..”
” لكن ماذا! ، اسفُ على ذلك ؟ …. لا اعتقدُ بإنَ الاسف سوفَ يُصلِحُ ماقد انكسر !”
” سويونغ ! آتوسلُ إليكِ .. ”
” لقد فضلت الإبتعادَ عني هان جيهيون ، لقد اخترت ذلك لا انا ! …. يجدرُ بكَ المضيّ بذلك حتى النهاية ”
حدقآ ببعضهمآ لوهلة طويلة حينها استدارت و عادت ادراجهآ تشعرُ بِالإنهاك لتشجعها و مواجهته .

***

حركت شعرهآ القصيرُ جيداً قبلَ ان تضع قدمها داخل المنزل و آستعدت لمشكلة قد تحصلُ او إنها قد حصلت بِالفعل ، آدخلت المفتاحَ و ادارتهُ وضعت يدهآ على المقبض و آطلت برأسهآ داخل المنزل لكنه كان يعجُ بِالهدوء و مُظلماً ، توجد بعض الثُرياتِ الصغيرة المُضيئة مُنتشرةً في انحائه لِتضيء الطريق دآخله تفاجأت بعضَ الشيء و هزت كتِفيها بِتسائل توجهت بِخطاها نحو المطبخ و تناولت كأساً من الماء البارد و بينما كانت شاردةَ الذهنِ ظهرت والدتهآ من العدم
” إبنتي ، هل آتيتِ ؟ ”
” آه اومآ! … لقد اخفتني !! ”
” اسفةُ عزيزتي ، لقد كنتُ قادمةً نحوكِ ألم ترينني ؟ ”
” لقد ظننتُ بإنني سوفَ اصابُ بنوبةٍ قلبية ، حقاً !! ”
” كلا ! انا من سوفَ تُصابُ بِها بسببِ والدكِ الاحمق ، إنهُ يقودني للجنونِ حقاً ! ”
” لماذا ؟ … مالذي حدث ؟ ”
” لقد عادَ للشربِ في ذلك المكانِ القذر مرةٌ أخرى … لقد آتصلَ بيّ سائقهُ و آخبرني بِإنه قد افرط في الشرب”
” آه ابوجي !! لماذا ؟ لماذا بحق السماء ؟ …. سوفَ اقتلُ رئيس تلك الحانة ! ”
” آرجوكِ ، والدكِ رجلُ مهم في كوريا اخرجيهِ من هناك بسريةٍ و هدوء ديـه ؟ ”
” حسناً ، اذهبيّ للنوم و لاتقلقِ بشأنه … سوفَ اُحضره ”
” آمم ، كوماوا إبنتيّ “

آبتسمت لوالدتهآ المتعبة و غادرت المنزل صعدت دراجتهآ النارية و ارتدت الخوذة و انطلقت مُسرعة إلى تلكَ الحانة مُصممةً على وضع حداً لكلِ ذلك و للطريقةِ التي يشربُ بِها والدهآ السيد كيم احدَ رجالِ الاعمال المشهورينَ و المُهمينَ في كوريا الجنوبية ، كآنَ قد خرج ليُجيبَ على المكالمةِ الواردة نظرَ إلى هاتفهِ ( جسدُ مثير 2 ) آجاب بِصوتهِ المثير المعتاد
” آوه جميلتي ، لقدُ اشتقتُ إليكِ كثيراً ”
” آوبا ! آين انت ؟ …. سوفَ آتي إليك حالاً ”
” ماذا ؟ …. تأتينَ إليّ ؟ ”
سألَ بِخوف و تفآجأ و قد استعت عيناهُ مُحدقاً بِالأفق
” آمم ، لإنني لم اركَ منذُ مدة ، لماذا ؟ هل لايجبُ ان آتي ؟ ”
سألت بِصوتٍ حزيناً و لطيف ، وضعَ يدهُ على قلبه و ابتسمَ لذلك حينها اجاب بفنونِ الغزل لديه لينجحَ في التملصِ منهآ
” كما ترين عزيزتي ، انا غارقُ بالعمل لكيّ اجنيّ الكثير من المالِ لإجلك ، لا اظنُ بِإنها فكرةً جيدة لكن ! مارأيكِ في ان نلتقيّ لاحقاً لقضاء الوقتٍ معاً …. كم اودُ إحتضانك و مُعانقتك ”
” ديـه انا موافقةً لكن متى سنلتقيّ ؟ انا حقاً اتطلعُ لذلك ”
” قريباً ، قريباً جداً …. يجبُ آن اذهب الان فلديّ إجتماعٌ طارىء ، وداعاً ”
” آمم ، فايتينغ اوبا ! ”
” ديـه ، فايتينغ “

آغلق الهاتف و تنفس الصُعداء سعيداً لإنهُ تمكن من الهرب ، كانت تحدقُ بِه شاعرةً بالحنق و الغضب الشديد لما شاهدتهُ من كذباً و تحايل ، بل شعرت بالإشمئزاز و زادت حصيلةَ كُرهها للرجال حدقت بِه من خلف الخوذة و ادارت فرامِل دراجتها النارية بِإتجاهه ، حدقَ بِها غير عالماً بما ستفعلهُ حينها انطلقت بسرعةٍ هائلةٍ نحوه اتسعت عيناه ثابتاً لم يحرك ساكناً فساقيهِ قد خانته و لم تستطع التحرك استدارت قبل آن تصتدم بِه و توقفت بِقوة لترتسم آثار العجلاتِ على الارض ، نظرَ إليها بِغضب و سألها بصراخ
” هل جُننت ؟ هل فقدت عقلك ؟ …. كُدتَ تقتلنيّ أيها الوغد ! ”
” آعتذر ، لقد فقدتُ السيطرة قليلاً ”
” قليلاً ؟ …. وآه هل يسمحون للأوغادِ الحمقى بِالقيادةِ هذه الايام ؟ اريدُ حقاً انا اقابل الشخص الذي اعطاك رخصة القيادة ، لابدَ من إنه احمق لايرى امامه ! ”
” انا في عجلةٍ من امري ، إن لم يكن هناكَ شيئاً مهماً فسوفَ اذهب ”
تحدثت بلا مبالاة و إستفزاز حينها وضعَ يدهُ على دراجتها النارية و حدقَ بِهآ بعينينِ متوهجتين ، عضضت شفتيها و اخفضت رأسها نظرت إلى يده ثمَ رفعتهُ من جديد زمت شفتيها ، فلا احد …. يضعُ يدهُ على دراجتها النارية لا احد! آمسكت بِذراعه و لوتها بِقوةٍ خلفَ ظهره
” ياه! مالذيّ تظنُ نفسكَ فاعلاً ؟ آوه ؟ …. سوفَ اقتلك ! ”
” لما لا ننهيّ الامر هنا ، آوه ؟ لتذهب في طريقك و لإذهب في طريقيّ ! ”
” هه! انتَ تحلم …. لن ادعك تذهبُ بسهولةٍ ، ابداً ! ”
تنهدت و تركت ذراعه ، استدارَ و فركها شاعراً بِالألم نظرت إليه ، ابتسمت و تحدثت بِسخرية
” لاتكن طفلاً ، فأنا لم اؤذيكَ حقاً بعد ! ”
رفعَ رأسهُ و حدقَ بغضب صك على اسنانه و اقتربَ منها بِسرعةٍ مفاجئة ، امسكَ بياقتها و شدهآ للأعلى مستعداً لضربهآ خلعت الخوذة من رأسهآ فحملقَ بِها غير مصدق ماتراهُ عيناه
” لماذا ؟ هل ستضربُ فتاة ؟ ”
تركَ ياقتها و تراجعَ للوراء نظرت إليه لوهلة و امالت رأسهآ ببراءة ركنت دراجتها و توجهت للدآخل حدثَ ذلك بينما كان يُراقبها ، بعثرَ شعرهُ الاسود و خاطبَ نفسه
” هل تم إذلالي للتو ؟ و من قِبل فتاة ؟ …. هه! ”
**
دخلت البار و جالت بنظرهآ تبحثُ عن والدهآ لن يكون صعباً لإنهُ حيثما توجد الاصوات المرتفعة سوفَ تجدهُ بِالتأكيد
” آيش!! آيها الاحمق ألن تدعنيّ ؟ …ألا تعلمُ من انا ؟ اوه؟ ”
” وجدتك ! ”
تمتمت ليم و اسرعت بِخُطاهآ نحوهم نظرت إلى والدها و قد اقتضبَ وجهها بِأكمله ، شتمت بِداخلها لإظطرارها لمعالجة مشاكل والدها دائماً و بِإستمرار في النهاية يجبُ عليها آن تكون إبنةً جيدة لِوالديهآ هكذآ ظننت
” آبا! ماخطبك ؟ …. هيآ لنذهب إلى المنزل آوه ؟ ”
” آوه! إنها إبنتي …. هي ليم إبنتي الرائعة ! ”
” ابآ! ارجوك آخفض صوتك ، لما تفعلُ ذلك بيّ ؟ …. سوفَ افقدُ عقليّ حقاً ! ”
” آيقو ! هل اسبِبُ المتاعبَ لكِ ؟ آوه إبنتي ؟ ”
” ابآ ! ” رفعت صوتها قليلاً و اردفت بِتوسل ” لنذهب إلى المنزل ديـه ؟ لابد من انكَ مُتعب ! ”
” كلا ! انا على مايُرام …. آنظريّ …. انا اقفُ على قدميّ ! ”
” رآئع ! اه كم هذا رائع ، لنذهب الآن قبلَ ان يجدنا احدَ الفضوليين امم ؟ ”
” حسناً لنذهب ، لنذهب إبنتيّ ”
آمسكت بِه و ساعدها السائقُ في حملهِ و إخراجهِ من ذلك المكان و بينما كآنا في الطريق للخروج شعرَ الرجل العجوز بِإنه في حاجة للتقيؤ فأدخله السائق إلى دورات المياه ، وقفت جانباً و عيناها تراقبُ المكان في حال إن رأت احداً يعرفُ والدهآ فهي تعلمُ جيداً اشكالهم بما إنها ترافقهُ للحفلاتِ و دعواتِ عشاء الشركة و ما إلى ذلك
اتسعت عيناها عندما رأت احد الصحفيين يتقدمُ نحوها ، ارتدت خوذتهآ و بلعت ريقهآ بِصعوبة فلقد كان حلقُها
جافاً بسببِ ماتعانيه من رُعبٍ الآن اقتربَ الصحفيّ و حملقَ بها شاعراً بِالغرابة اغلقَ هاتفهُ و آمال رأسه فهُناكَ
إحساس قويّ ينمو بداخله بإن وراء ذلك الشخص قصةً رائعة سوفَ تتصدرُ الاخبار غداً صباحاً ، رفعَ حاجبهُ و
خطى مسافتهُ الصغيرة نحوهآ لكنهُ تفآجأ بأحدهم يقفُ في طريقه ، رفعت رأسهآ بِتفاجأ ايضاً و حدقت بِه من خلفِ خوذتها السوداء
” حبيبتي ؟ …. ألم اخبركِ بِألا تأتيّ للبحثِ عنيّ في اماكنَ كهذه ؟ ”
امسكَ بِيدها و غادرَ المكان مُبتعدينِ عنه و عندما آصبحا لوحدهمآ تنفست ليم الصعداء سحبَ يدهُ و ضربَ خوذتها و آشرَ لها بإن تخلعها و عندما فعلت ذلك حدقَ بِهآ مُطولاً ، شعرت بِالخجلِ فجأة و ترددت في فتحِ فمهآ
” ما…مالذي تفعلهُ ؟ ”
” احفظُ ملامحَ وجهكِ جيداً ”
” ماذا ؟ ”
” تمنيّ ألا تقعَ عيناي عليكِ مرةُ أخرى ! ”
” لماذا ؟ مالذيّ سيحدثُ حينهآ ؟ ”
” لا اعلم ، لكنهُ سيكونُ سيئاً بِالتأكيد … اعدكِ بذلك ”
رسم إبتسامته المثيرة من جديد و استدارَ راحلاً ، جعدت جبينها و حدقت بِهِ حتى إختفائهِ من امامهآ حينها تذكرت والدها و عادت بِحذر للداخل و آخرجتهُ في سريةٍ كاملة .

***

آغلق باب منزلهِ و وقفَ مُتذكراً ماحصل معهُ قبل عدةَ دقائق تأملَ الاشياء من حولهِ ثم مضى بِخطواتهِ نحو المطبخ ، دفعَ الباب بِبطء فالمنزلُ لايزالُ جديداً و لم يتذكرَ بعد إلى اينَ تأخذهُ الممرات الطويلةَ و المُظلمة آلقى نظرةً عابرة فإذا بِهِ يجدُ هيري تقبعُ في نهايتهِ و تعبثُ بِكوبٍ من العصير قوس شفتيه بِإمتعاض و آقتربَ منهآ
” مالخطبُ مع هذا الوجه ؟ ”
سألَهآ عندمآ دفعَ الكرسيّ للخلف ليجلس ، اخذ قطعة بسكويت من العلبة الصغيرة المزينة الموضوعةِ آمامه و بدأ بِتناولهآ تنهدت و آجابتهُ بِهدوء
” لاشيء ”
” حقاً ؟ آه صحيح …… لقد آخبرتني والدتنا بِإنكِ قد ذهبتِ إلى احد النوادي مع اصدقائك ، هل حدثَ امرُ ما؟”
” كلآ! مالذيّ يمكنُ آن يحدث ؟ ”
آجابتهُ بِإرتباك بينما كانَ يتناولُ القطعةَ الثانية و ينظرُ إليهآ
” لا اعرف ، آنتِ اجيبي ! ”
” لاتقلق ، سوفَ اذهبُ للنوم فأنا مُتعبة ”
” آمم ، ليلة سعيدة ”
” و انت ايضاً آوبا ، ليلة سعيدة ”
آبتسم بِدفىء حينهآ نظرَ إلى ذراعه و وضعَ يدهُ عليهآ و تسآئل ، هل هي فتاة ؟ ثم من اي نوع هي ؟ كيف لتصرفاتٍ خشنة ان تخرجَ من فتاة لطيفةٍ مثلها ؟ إنها المرة الاولى التي تُعامِلهُ فتاةٌ بتلك الخشونة في تاريخهِ الحافلُ مع الفتيات ! تنهد و خاطب نفسه
” من تكون ؟ ”
لقد كان يعلمُ بإنهُ كاذباً عندما اخبرها بإن تتمنى بِإلا تقعَ عيناهُ عليها مرةُ أخرى ، رؤيتها و التحدثُ معها هي اموراً يريدها ان تحدثَ كثيراً بعد .

***
كانَ الهدوء يعمُ المكآن و ضوء الفجرِ يتسللُ من الشرفةِ ليضيء غرفتهآ ، كانت تحدقُ بسقفِ الغرفة قلقةً بِشأن ماسيحدثُ لهآ فيبدو الامر لها بِإنهُ ليس مزحة على الإطلاق تقلبت عدةَ مراتٍ حتى استقرت على الجانبِ الايمنِ
من السرير و حدقت إلى الشرفة استمرت بِالتحديق ثم نهضت سريعاً و توجهت نحوها رفعت رأسهآ و نظرت إلى
النجومِ المتباعدة اللتي تغطيّ السماء و تتلألأُ في روعةٍ و سحرٍ خاطفينِ للقلوب و الابصار ، لمعَ بريقاً في عينيها
و وجدتَ نفسهآ راغبةً بِالصراخ لتُنفسَ عن غضبهآ ، لقد كانت حمقاء و غبية لكونها قد صدقت كلماتهِ الكاذبة و ابتاعتهآ لثانية لقد كانت مخدوعة بوجههِ البارد الغير مباليّ ، عادت للدآخل و جلست على سريرهآ هي الآن خائفة … خائفة من الذهابِ إلى تلكَ المدرسة ، خائفة من النظر لوجههِ مرةُ أخرى
” اريدُ العودةَ إلى بوسان ، اشتقتُ إليهآ ”
خاطبت نفسهآ بِحزن لقد كانت مُختلفةً كثيراً عن سيئول الصاخبة كانت اكثر هدوءاً و اماناً لهآ ، بعد التفكير بِذلك اصبحت تكرهُ والدهآ اكثرَ من ذي قبل و تمنت لو آن أقراطها الجالبة للحظ تعمل فمن المستحيل بِإن كل مايحصلُ معها جيداً جداً ، كلا! ليس هو … ليس بيكهون لن يكونَ من الاشياء الجيدةِ اللتي تحصلُ لهآ ، طُرقَ
باب غرفتِهآ فأذنت للطارقَ بِالدخول
” هل آستيقظتِ ؟ ”
سألت والدتهآ مُقتربةً منها جلست على طرفِ السرير و مسحت على شعرهآ القصير نزولاً إلى وجنتهآ
” آمم ، للتو ”
كاذبة فهيّ لم تُغمض عيناها حتى ، بل ظلت صاحيةً طوالَ الليل تفكرُ و تخاطِبُ نفسهآ بِشأن ماسيحلُ بِهآ
” حسناً آخبريني كيفَ كانت ليلةُ امس ، مُمتعة ؟ ”
” آ..اوه ، لقد قضيتُ وقتاً رائعاً ”
” هذا رآئع لكن ! لقد ظننتُ بِإنكِ ذهبتِ بِرفقة الفتى المدعوِ بِ كيم جونغهيون ؟ ”
” آمم ، لقد ذهبتُ بِرفقته لماذا ؟ ”
” إذن ! من الذي آقلكِ إلى المنزل ؟ ”
” عما تتحدثين ؟ ”
” كنتُ اظنُ بِإن سيارتهُ سوداء اللون ؟ ” عقدت هيري جبينهآ و نظرت إلى المرأة بِحيرة حينها ابتسمت و اردفت
” آه لاعليكِ ، لابدَ من إنني كنتُ متعبة ولم اعيّ جيداً ما ارى”
” آمم حسناً ! ”
” لاتتأخريّ في النزول ، سنتناولُ طعام الإفطار جميعاً ديـه ؟ ”
” حسناً ، لن آتأخر “

***

غادرت منزلهآ مع آنَ جميع مابِها يصرخُ مُطالباً بِالعودة ..العودةَ للوراء و الاختباء تحت غطاء السرير البارد حتى تُنسى .. تريدُ الاختباء و الهرب حتى لاتتأذى لكنها لم تفعل فلقد ، قررت آن تواجه الامر و تخبرهم الحقيقة و لا غيرهآ صعدت السيارة المتوجهةِ نحو المدرسة و كلما شعرت بِإقترابهم و إنطواء

الطريق إزدادت وتيرةَ نبضاتِ قلبها الخآئفة ، حولت نظرهآ نحو الخارج مُتناسيةً ذلك الأمر عقدت جبينهآ عندمآ آكتشفت بإنهم قد تجاوزآ منزلَ بيكهيون فترددت لكنها سألت آخيراً
” ماذا عن بيكيهون ؟ ألن يأتيّ إلى المدرسة ؟ ”
” السيد الصغير آخبرني بِإنهُ سوفَ يذهبُ في سيارته الخاصة ”
” آه هكذآ ”
” ديـه آنستي ”
اخفضت رأسهآ و تنهدت آخذت تعبثُ بيديهآ مُتسائلة ، هل لايزالُ غاضباً بسببِ ماحصلَ بالأمس ؟ لكنها اعتذرت بِالفعل إذن ماكل تلكَ الدراما ؟ آيش … توقفت السيارة فشعرت هيري بِألمٍ في معدتهآ وإنها على وشكِ الإغماء ، لقد كانت الفرصةَ الوحيدة المُتبقية للتراجع و العودةَ إلى المنزل لكنها مُصممةً على قول الحقيقة فهيّ ليست خائفة فلم تخطىء في فعل شيء ، أليس كذلك ؟ آرتدت حقيبةَ ظهرهآ و ترجلت بتردد و بطء لقد

كانت اعينهم تُحدِقُ بهآ تفترِسُها و تنهشُ جِلدها بقسوة ادخلت الهواء و آخرجته و ركزت على فكرة انَ لاذنب قد اقترفته و استمرت بِالمضيّ نحو خِزانتها ، اقتربت و مدت يدهآ لِفتحها لكنها توقفت فجأة عندما لاحظت وجودِ بعض الطالبات يقفن و يحدقنَ بِهآ هزت رأسها و تجاهلت آمرهُن و تابعت فتحَ خزانتهآ

لتتفاجىء بسقوط اشيائها ارضاً و قد خُربت بِوحشيةٍ مُطلقة رفعت رأسها و عادت لتحدقَ بهنّ لتجدهنّ يضحكن و يتهامسنَ في مابينهنّ قبضت يديهآ و انخفضت لتجمعَ ماخُرِبَ و تضعهُ في خزانتهآ و ترحلُ مُتجاهلةً ذلك .

***

وضعت حقيبتها و ارتمت في آحضانِ مقعدهآ الغيرِ مُريح شعرت بالإرتباك و عدم الراحةِ لتحديقاتِهم بِها لكنها اشغلت نفسهآ بِإخراج المادة المعنيةِ بهذهِ آلحصة و تجاهلِ كل ذلك نظرت إلى ليم التي وقفت و تحدثت بِعصبية
” لماذا ؟ هل يوجدُ عرضاً هنا ؟ اوه ؟ …. آديروا رؤوسكم و إلا !! ”
بِالفعل استدارَ الجميعُ سريعاً ينتقدون تلكَ التصرفات الصبيانية و الليئمةِ التي تخرجُ من فتاةٍ مِثلهآ ، آبتسمت هيري و شعرت بالإمتنان امسكت سويونغ يدهآ فحدقت بِهآ في تسآئل
” لقد سمعنا بما حدث ، هل انتِ بخير ؟ ”
” آمم ، آنا بخير لاتقلقِ ”
” حقاً ؟ لقد رأينآ نظراتهنّ مُسبقاً يبدونَ كقططٍ متوحشة بحق السماء !! ”
قآلَ تآي فنظرت إليه سويونغ و عقبت على كلامه
” لاتستمعيّ إلى مايقوله ، ستكونينّ بخير عندما ينتهيّ اليوم ”
” يآه بارك ! ”
” ماذا ؟ ”
” حقاً انتما الإثنان ! … مالذيّ دهاكما ؟ لحظة واحدة! … لقد رأيتك تلحقُ بِسويونغ ليلةَ امس ، هل حدثَ شيء ما ؟ ”
سألت ليم ، ارادَ تآي الإجابةَ لكنَ سويونغ سبقتهُ بِذلك و آجآبت بِالنفيّ حينها حدقَ بِها و شعرَ بِالغضب رمشت عيناهُ و بللَ شفتيه و حملقَ بِهآ و كانَ على وشكِ التحدث لكن دخول جونغهيون جعلهُ يتراجعُ عن ذلك
” آوه! إنهُ جونغهيون ، هيونغ! ”
تحدثَ هانسول فنظرَ الجميعُ إليه ، جلسَ بِجانبِ تاي و وضعَ حقيبتهُ ارضاً و اخرجَ هاتفهُ ليعبث بِه كما لو آن لاشيء يحدثُ تسآئلَ الجميعُ بِشأنه في صمت حينها رفعَ رأسهُ و حدقَ بهم
” ماذآ ؟ لما تحدقونَ بي هكذا ؟ ”
” آوه ! ” تحدثَ تآي و آردفَ ” آلا تعلمُ حقاً بما يحدث ؟ ”
” آمم ، انت تعرفُ جيداً بِإني لا آهتمُ بما يتناقلهُ هؤلاء الاطفال الحمقى ”
ابعدَ عيناهُ عنه فألقى تآي نظرةً خاطفةً إلى هاتفهِ فشاهدَ الفيديو الذي تمَ تناقلهُ ففتحَ فمهُ
” آوه أليسَ ذلك هو الـ…..”
لم يكمل ما ارادَ قوله بسببِ نظرات جونغهيون الباردةِ و القاسية ففهِم تحذيرهُ و ابتسمَ بهدوء ، آخفضت هيري رأسهآ و عادت للنظرِ إلى الامام حيثُ مقعدهُ امامهآ و راحت الافكارُ تتزاحمُ بِعقلها ، آينَ هو ؟ و مالذيّ يفعله ؟ هل مايزالُ غاضباً بسببِ ما تفوهتِ بِهِ ليلة أمس ؟ لكن ! لما هي قلقةً بِشأنه ؟ أليست هيّ من يجبُ القلقُ عليهآ ؟ فهي الوحيدة في هذا الموقف الصعب وبسببهِ هو !

***

اعلنَ جرسُ مدرسة سانت لويس عن وقت الغداء و عندما نهض الجميع بقيت هيري تحدقُ بِطاولتهآ تأملهآ جونغهيون من الخلف و ابتسمَ بسخرية و نهض متجاوزاً اصدقائه ، رفعت هيري رأسهآ و حملقت بِهِ يغادرُ الصف عادت إلى رُشدهآ عندما نادت سويونغ بِإسمهآ
” هيري-شي ، هل تستمعينَ إليّ ؟ ”
” امم انا لستُ جائعة ، يمكنكم انتم الذهاب ”
” هل يمكن ؟ … انتِ لاتتفادينَ ماسيحدث أليس كذلك ؟ ”
سألت ليم بِتصيد
” تفاديّ ماذا ؟ ، انا فقط لا اشعرُ بالرغبةَ في تناول الطعام ”
” آنتِ لم تقترفين آي ذنب ! لما عليك الاختباء آوه ؟ ”
” ليم-شي آنا .. حقاً .. بخير ؟ ..اذهبوا انتم يارفاق ”
” بيون بيكهيون ذلك الوغد ! ”
” وغد ؟ لماذا ؟ فهو لم يفعل شيئاً خاطىء ، أليس كذلك ؟ ”
فتحَ هانسول فمه فنظرَ الجميعُ إليه بتفآجأ عدآ هيري ، قبضت ليم يديهآ و قفزت نحوهُ امسكت بياقتهِ وشدتهآ بقوة و رفعت صوتهآ المزعج
” هل تقِفُ في صفهِ الان ؟ آوه ؟ ”
” لقد قام بِمساعدتهآ في حين اننا وقفنا جانباً لما عليه ان يكونَ المُخطىء الوحيد ؟ .. ألا توافقينني الرأي ؟ ”
حملقت بِه و لم تستطع الرد و الإجابة آبتسم ، آمسكَ بيدهآ و ابعدهآ بِهدوء آقتربَ منهما تآي و وضع ذِراعهُ خلفَ عِنقِ هانسول و ضحك بسخرية و إندهآش
” وآه ديباك! آنظر إلى مافعلتهُ بتعابير وجههآ … كم آنتَ اسطوري حقاً !! ”
” هل تريدُ ان تُضربَ الان ؟ ”
” آرنيّ مالديكِ ، هيا ! ”
” حقاً ؟ هل ستفعلانِ ذلك في هذه اللحظة ؟ ”
تحدثت سويونغ بِتذمر فتوقفآ عن التحديقِ إلى بعضهما البعض بِكره و إحتقار ، نهضت هيري و ابتسمت بِصعوبة و تحدثت
” لقد غيرتُ رأيي … دعونا نذهب لتناول الطعام ديـه ؟ ”
” هل آنتِ متأكدة ؟ ”
سألت سويونغ بِإهتمام ، هزت هيري رأسها بالإيجاب بينمآ كانت ليم شاردة الذهن بِشأن هانسول ودفاعهُ عن بيكهيون غادروآ الصف معاً .

***

آخذ الجميعُ طعامهم بينما تبقت هيري بِالخلف شاردةَ الذهنِ كعادتهآ توقفنّ بعضُ الفتيات و اعترضنّ طريقهآ فنظرت إليهن يبدونَ حمقاوات السنة الثانية ، تنهدت بإرهاق
” آنا حقاً لستُ في مزاجٍ لسماع ماستقلنه لذا ! ”
” عاهرة ! ”
رفعت رأسها و حملقت بأعينٌ حانقة
” ماذا ؟ ”
” لقد سمعتِ ماقالتهُ جيداً أم إنكِ تريدينَ سماعهُ مرةً أخرى ؟ ”
ضحكنّ بِصوتٍ عال فقبضت هيري يدهآ و زمت شفتيهآ
” إننيّ اشفقُ عليكنّ حقاً … المطاردةُ و اللحاقَ بِشخصاً لن يلتفتَ لكنّ ابداً ! ”
” ياه عاهرة! هل تتمنين الموت ؟ ”
” انا احذرك! سوفَ اقطعُ فمكِ ! ”
” لنركِ تفعلينَ ذلك ! ”
ضربت الفتاةُ صحنَ طعامها بِقوة ليسقطَ على الارض ارتعبت حدقت بِهآ هيري و صرخت قابضةً يديهآ
” يآه! ”
جميعُ الأنظار المُتسائلة قد تحولت إليهنّ و اقتربَ البعضُ بِالفعل هدأت هيري من روعهآ و آقتربت من الفتاة و همست بِإذنهآ
” ديـه ذلك صحيح! … يوجدُ شيئاً بيننآ ، لماذا ؟ … مالذيّ ستفعلينهُ صغيرتي ؟ ”
حمقاء اتسعت عيناهآ بِفزع و حملقت بغضبٍ سوفَ ينتهي بِشلالٍ من البكاء رفعت يدهآ في سرعة مفآجأة لكنَ يداً أخرى قد امتدت و امسكت بِذراعهآ
” مالذيّ تحاولينَ فعله ؟ ”
سألت ليم بِصوتٍ قاتمٍ و غاضب
” دعينيّ !! آنتِ تؤلمينَ ذراعيّ !! ”
” هذا جيد! سوفَ يكونُ درساً لكِ لكيّ تتجنبينَ إغضابيّ مرةُ أخرى ، حسناً ؟ ”
” انتِ لاتخيفيننيّ! ”
” وآه ! من قالَ بِإننيّ اريدُ إخافتكِ فقط ؟ ”
تحدثت ليم بِإبتسامة ، آقتربَ تآي و ابعدهنّ امسكَ بكتفيّ الفتاة و آخذهآ جانباً عقدت سويونغ حاجبهآ و حدقت بِهمآ يبتعدان حينها استدار تآيّ و نظر إليها
” تلكَ الليئمةُ صديقتي و هي لاتتحدثُ عبثاً هكذا حسناً ؟ … لو كنتُ بدلاً عنكِ لهربتُ بعيداً فهيّ ليست في مزاجٍ جيداً هذا اليوم ! ”
” آه! كم هذا مُزعج ! “

تحدثت الفتاة بتذمر و رمقته بِإنزعاج حينهآ رحلن الفتيات و غادرنَ من آمامِهم ، عادَ تآي إليهم فوقعت عيناهُ على سويونغ التي كانت ترمقهُ بِنظراتٍ لم يستطع فِهمها فأبعدت عيناهآ سريعاً و استدارت لتنظرَ إلى هيري
” هل آنتِ بخير ؟ … لاتلقيّ بالاً لما آخبرنكِ بِه تلكَ الفتيات فالأعجابُ بِبيكهيون هو كلُ مايمتلكنه ”
” اعلمُ ذلك ، انا فقط ….اريدُ البقاء وحدي آمم ؟ ”
هزت سويونغ رأسها بِإبتسامة دافئة و مُتفهمة حينهآ غادرت هيري الكافتيريآ مُتوجهةً نحو الفناء الخارجيّ لمدرسة سانت لويس جالت بِنظرها لتبحثَ عن مكانٍ تستطيعُ الإسترخاء بِه ، لقد كانت شجرةً كبيرة تقفُ هناكَ في المُنتصف ابتسمت و سارت نحوهآ تستشعرُ شمس سيئول على بشرتهآ البيضاء لكن شيءٌ حدثَ ليعكِرُ صفو ذلك …

” ياه أيتها العاهرة ! “

توقفت هيري و اغمضت عيناهآ بِتنهد يبدو بِإن الأمر لم ينتهيّ بعد استدارت لتواجها اشعةَ شمساً ساطعة قوية أربكتهآ في اللحظات الأولى و حرمتها من التركيز على مجموعةٍ من الفتيات يقفنّ آمامهآ و عندمآ تأقلمت عيناها مع الضوء المتوهج و اتضحت لهآ الرؤية استطاعت هيري مشاهدةَ الفتيات جيداً و يحملنّ صناديقَ صغيرةً بيضاء فجعدت حاجبهآ و شعرت بِالخوف مما سيحدث ، وجهت عيناها نحو الفتاة عندما فتحت فمهآ
” سيكونُ هذا بمثابةِ التحذير الأول … ابتعديّ عن بيكهيون خاصتنا ! ”
رفعت يدهآ و وضعتها على جبينهآ بِتنهد كيّ لا تفقدَ صوابهآ و صبرهآ
” لما لاتفهمنّ ! هو لن يهتمَ بِأمركنّ ابداً … لذا انصحكنّ بِنسيانهِ و التركيز على الدراسة من إجلكنّ !”
” لقد حذرناكِ ، ألم نفعل ؟ ”
” ماذا ؟ ”
قبلَ آن تدركَ هيري وجدت نفسهآ مُغطاةٌ بِنيء البيض في كاملِ انحاءِ جسدهآ ، رمشت عيناهآ و قد استعت شفتيهآ غير مُصدقةٍ ماحدث لهآ للتو ابعدت شعرهآ المُلتصق بجبينهآ و عضت شفتيها كيّ لاتنهار امامهنّ رفعت رأسها و حدقت بِهنّ
” آنتن فقط تأبينّ الاستماع إليّ ، أليس كذلك ؟ ”
سارت نحوهنّ بِخطى غاضبة لكنهنّ يخبأنّ في جعبتهنّ المزيد آخرجنّ صناديقَ بيضٍ أخرى و بدأن برميهِ عليهآ
توفقت فلم تستطع التحرك خطوةً أخرى ضحكنّ الفتيات سعيداتٍ بِما يفعلنه
” والأن … الجائزة الكُبرى ستكون من نصيب …. ”
تحدثت إحداهنّ و بيدهآ البيضةُ الأخيرةَ المُتبقية استهدفت وجه هيري و رمتهآ بِقوة قُصوى لكن … تفآجأن بِه يقفُ آمامهآ لترتطِم البيضة بِمؤخرةِ رأسه و ليُفسدَ المُتعةَ المُنتظرة رفعت رأسهآ حدقت بِهِ و نطقت إسمهُ بِتفآجأ
” جـ..جونغهيون! ”
” لماذا ؟ … هل خاب ظنك ؟ ”
” كـ..لا! لـ..قد ا..عتقدت …”
تلعثمت و ارتبكت فلم تستطع إجابته لكنهُ ابتسمَ لهآ بِدفىء فأبتسمت مُطمئنة استدارَ الإثنان عندما سمِعا صوتَ
الناظرة الغاضبة و بِجانبها تقفُ الآنسة هان حدقت بِها هيري و ابتسمت بِسخرية
” مالذيّ يحدثُ هنا !! ”
سألت الناظرة بِسخط حينهآ إنحنى الجميعُ ثمَ غادرنّ الفتيات في سرعةٍ و خوف امسك جونغهيون يد هيري و تحدثَ بلا مبالاة
” لنرحل نحنُ ايضاً “

توقف عندما آبت هيري التحرك استدار و حدقَ بِها في حيرة فوجدَ بِإنها تحملقُ بذلك الإستقراطي البارد بينما كان يرمُقها بَسخرية و رِضا عما جرى لهآ قبضَ جونغهيون يدهُ و سارَ نحوهُ مُصمماً على إيذائه ، امسك بياقته ودفعهُ نحو الحائطِ خلفه حملقَ بِه بِحُنق بينما ابتسم الآخر

” لتذهب و لتخبرهنّ بحقيقةٍ الأمر ! ”
” عما تتحدث ؟ لم استطع فِهمك ”
” بِإنهُ لاشيء بينكَ و بين هيري ، لاشيء !! ”
” لماذا ؟ …. بينما انا استمتعُ بِالأمر ! ”
” حقاً ؟؟ ”
” ديـه ! ”
حدقَ جونغهيون بِالأفقِ ثم اعادَ التحديقَ بِهِ و سدد لكمةً قويةً على فكه ليستديرَ و يرتطمَ بِالحائط وضعَ بيكيهون يديه عليهِ بِغرضِ التمسك ليستعيدَ وعيه جراء تلكَ اللكمة العنيفة حينها ….
” اايش!! ”
استدارَ و سدد هو الآخر لكمة نحو شفتيّ جونغهيون و بدآ العراك … بسببهآ ، بسببِ لي هيري
” آنسة هان ! الطلبة يشاهدون ، هلا فعلتِ شيئاً حول هذا الأمر ؟ ”
” ديـه ؟ … ديـه سيدتي الناظرة ”
اتجهت الآنسة هان نحوهمآ و كذلك هيري رغم حالتِها السيئة آبعدت كُل واحدةً منهمآ الآخر لينفضَ العراكُ اخيراً حدقت هيري بِجونغهيون و توسلت إليهِ مُتحدثة
” ارجوك ، خُذني من هنا ! ”
حدقَ بِهآ و قد نسيّ كل شيء آخر يحيطُ بِهمآ امسكَ بيدها و رمقَ بيكهيون قبلَ ان يرحلا ، رنت تلكَ الكلمات في أُذنه مراراً و تكراراً ، منذُ متى و قد اصبحا قريبين كذلك ؟ سأل بيكهيون نفسهُ وهو ينظرُ إليهمآ يُغادران عادَ لرشدهِ عندما تحدثت الآنسة هان
” يجبُ علينا التحدث ! ”
نظرَ إليها ، تنهد و تبِعهآ في هدوءٍ تام .

***
وقفَ امامها بينما كانت تحدقُ بِه مُطالبةً بِبعض التفسيرات لما يجريّ فرك مؤخرةَ عُنقهِ و سأل بِإمتعاض
” اردتِ التحدث إذن ! مالأمر ؟ ”
” انت تعلمُ جيداً عما اريدُ التحدث ! بيكهيون يجبُ عليكَ ان توقف هذا !! فلقد تجاوز الأمرُ حده ! ”
” لما يستمرُ الجميعُ إخباري بذلك ؟ ماشأني بِكلِ مايحدث آوه ؟ ”
” مايفعلنه الفتيات تصرفاتهنّ السيئةَ تجاه تلكَ الفتاةُ المسكينةَ لي هيري هو بسببك ، ألم تكن تعلم ؟ حقاً!! ”
” حسناً ! وهل ستقولينَ الان بِإننيّ من اخبرهنّ بِإن يفعلنّ كل ذلك ؟ …يفعلنّ ذلك من تِلقاءِ انفسهنّ لذا لا ارى لما عليّ ان افعل اي شيء ”
” لقد قرأتُ تلك التعليقات ، بيكهيون تلك الفتيات …. معجباتٍ بك و مُدللاتٍ ذو عائلاتٍ نافذة ناهيكَ عن خطورتهنّ قد يفعلنّ شيئاً سيئاً لها ولن يقف في طريقهن شخصٌ ما .. انا اخشى ذلك حقاً ! ”
” انا حتى الان لا استطيعُ ان اجد سبباً مُقنعاً يجعلني طرفاً في كل ذلك ! ”
” لقد اردت الإنتقام و قد حققته ، لذا آنهيّ الامر امم ؟ ”
” الإنتقام ؟ ”
” لماذا ؟ ألا ترى بِإن ماحدث كافياً بعد ؟ ”
رمقهآ و ابتسم مُبدياً إعجابهُ فهيّ لازالت تحتفظُ بِقُدرتها على فهمه جيداً بعد كل تلك السنوات
” انا اعرفك جيداً ، بيون بيكهيون ! ”
” كلا! ، انتِ لاتعرفيننيّ بعد … لاتعرفيننيّ ! “

ذلك صحيح لكنهُ ينكرُ الامر دفاعاً و حمايةً لنفسهِ منها ، استدارَ راحلاً لكنهُ توقف بِتفاجأ عندما تحدثت بتردد
” سوفَ … اُعيدُ التفكيرَ بماهيةِ علاقتنا إن اوقفت تلك التصرفات الشبيهةِ بِالإطفال ، إن جعلتنيّ ارى … كم انت شخصٌ واعٍ و ذو مسؤولية انا ! … سوفَ اُعيدُ التفكير ”
ادار وجهه و حدقَ بِهآ و رسم إبتسامة مجهولةَ المعنى لهآ .

***

نظرت إلى نفسهآ بِالمرآءة بعدما اغتسلت جيداً و شعرت بِالندم الشديد الذيّ يزحفُ بِبطء إليهآ كانَ عليهآ آن تستمعَ إلى صوتها الداخليّ عندما اخبرهآ بِإن تبقى هذا اليوم في المنزل و الإختباء لكنها كانت حمقاء لإعتقادهآ بِإن كُل شيء سوف يسيرُ وِفقَ ماخططت له ، لقد نسيت تماماً بِإنها تتعاملُ مع فتياتٍ في سن المراهقة تنهدت وهزت رأسهآ ، خرجت بِسرعة

عندما تذكرت بِإن جونغهيون ينتظرهآ خارجاً في الفناء الأماميّ للمدرسة لم تستطع العودة لإخذ حقيبتها وهيّ بهذا الشكل المُريع لذا قررت الرحيل بِدونها ، عندمآ اقتربت من البواباتِ الرئيسية للخروج اعترضنّ طريقها مجموعةِ الفتيات ذاتهآ بللت شفتيها بنفاذ صبر

” لنؤجل ذلك فيما بعد حسناً ؟ “

تقدمت لتشقَ طريقها بينهنّ لكن دفعتهآ إحداهن بِقوة لِترجعها للوراء بشدة ، كانت الصبرُ قد فرغ منها و لم تعد تستطيعُ التحمل حينهآ امسكت هيري بِشعر الفتاة و شدتهُ للإسفل بِقوة لتصرخ مُتألمة
” يآه ! ”
آقتربنّ الفتيات و امسكنّ بهيري التي حاربت بِصعوبةٍ للإفلاتِ لكن لا جدوى فلقد كنّ أكثر عدداً و قوة ، رتبت الفتاةُ شعرهآ ثم اخرجت من جيبِ مِعطفها مقصاً ذو انياباً حادة حملقت هيري بِها و قد تسللَ الرعبُ إليهآ حاولت الهروب ثانيةً و ثالثة لكنها لم تُفلح بِذلك اقتربت الفتاة و بدأت بِقص زيّ هيري المدرسي من الأعلى حتى اتضحَ مشدَ صدرهآ وقد تمزقَ قميصُهآ إلى قطعاً بالية نظرت إليها الفتاة و تحدثت بِغطرسة وجنون

” آجل ، لنفعلها هيا ! ”
” ياه! مالذيّ تفعلينهُ بحق السماء !! دعوني!! “

ألقينّ بِها خارجاً و اوسدنّ الباب في وجههآ و اطلقت إحداهنّ جرس الإنذار لتبدأ افواجُ الطلابِ المذعورةِ بالخروجِ من صفوفهم صرخت هيريّ بِهن لكن لاجدوى … لاشيء سيوقفهنّ عما يفعلنهُ سوى شخصاً واحد … بيون بيكهيون هو الوحيد الذيّ سوفَ يستمعنّ إليه ….

***

آلسلام ~ 

عارفه تأخرت و اعتذر اذا خيبت املكم شوي)؛

بس ان شاءالله طول البارت و احداثه يعوضكم$’

نجي للبارت ؟ كيف شايفين احداثه ؟ ارائكم ؟ 

توقعتكم طلعت بمحلها ولا ؟ و توقعاتكم للبارت الجاي ؟ 

اذا شفت انو البارت اخذه حقه من التعليقات الجزء الرابع حينزل علطول .

اعتذر مرة ثانية )؛!

بِحفظ الله اعزائي ~

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

اتمنى تتابعونا على :

اسك المدونة | تويتر المدونة

73 تعليقات على “رواية حُب سيء || الجزء الثالث .

  1. اوني بانتظار البارت الياي
    الرواية حماسية
    الله يرضى عليه لا تتاخرين علينا وأيد اوك
    فايتنق😉😍😘😘

  2. ي لبى البارت روعه روعه
    اوني هالروايه خياليه قسم تعيشيك جو 👌🏻😩😩
    ااف والله تحمست متى بينزل البارت اللي بعده جد اوني حمااااس ننتظرك ع البارت الجاي 🚶🏻❤️
    وشكراً ع المجهود ❤️❤️
    ب التوفيق 🌸

  3. ي لبى البارت روعه روعه
    اوني هالروايه خياليه قسم تعيشيك جو 👌🏻😩😩
    ااف والله تحمست متى بينزل البارت اللي بعده جد اوني حمااااس ننتظرك ع البارت الجاي 🚶🏻❤️
    وشكراً ع المجهود ❤️❤️

  4. البااااااااااااااااااااااااارت ف ظ يع
    البارررررررررررررررررررررررررررررررررررت مممييييييييييييييييييييييييييت
    بيكيهيون قتيللللللللللل
    علقوا يا قوم شفقه باختكم المسكينه xD
    اووني ماتتطولي كتيييييير
    فايتنيغ :*

  5. كتابتك رائعة ، أعجبتني بشكلللل
    حبيت الرواية مررررةةة ابداااعععع متحمسة لها مررررةةة
    طوله مرضي😂🌚❤️
    الأحداث فضيعة مدري ع ايش ناوي بيكهيون💔👄
    متابعة جديدة 😭❤️ يجنن يخقق البارت😭❤️
    فايتينغ حبيبتي ، منتظريك ،، لاتطولي علينا 💔😿

  6. ي لبى هذي الروايات السنعه كوماوا على كل شيء
    حبوبه والله تعبتي على هالجزء حماس ي لبى 🔥
    الله يوفقك حبي على هالروايه الجميله كوماوا 😭❤️❤️❤️
    بنتظر البارت الجاي احر من الجمر طيب اوني
    نزليه اليوم اذا تقدرين والله بس افكر بروايتك والله تحمست
    بزياده هالروايه ناجحه بشكل 👌🏻👌🏻
    كوماوا على التعب والمجهود الراقي ❤️❤️
    احبك ❤️

  7. الجزء كان جميل ، 💕شكراً على جهدك الأكثر من رائع☹💘 ، فايتينغ!💓
    لا تطولي بالجزء😿💩❤️

  8. اونيييي ليه اتأخرتي كداا و الله متحمسه جداا للبارت بتمني انك تنزليت فاقرب فرصه اووة مممم طب هو البارة لسه مأخدش حقه من النعليقات و لا هه علي العموم منتظراكي فاايتينج ^^

  9. اوني البارتتتت عجزت اعبر كمية جمال واسلوب يروق
    تشكرات اوني 👌🏻👌🏻❤️❤️
    ع هالبارت الطويل بس بليززز لاتتأخري علينا بالبارت الجاي انتظرك حبي 😩😘

  10. اونيييي متى تنزلي البارت الرابع !؟؟؟
    لاصدق انتي كاتبه كل خميس واثنين ع الاقل نزلي كل خميس والله تحمسيننا بعدين تطولين ماتنزلين اوك عندك ظروف بس مو معقوله طول هالمده !! 😩
    ومشكوره ع الروايه ان شاء الله مايكون كلامي يضايقك 😘😘

  11. جمييييلللل الببااارتتت😭😭😭😭🔫🔫
    مميتتتتت قاتللللللل
    والله الرواية شيء آخررررر😭😭😭😭😭✨💕
    حبيتها بشكللللل 😭😭😭😭💢
    بيك يجنن فديتتهههههه
    😭😭😭😭متحمسة مرررةةةةةة
    😭😭فايتييننغغغ💖

  12. اونيي متى راح ينزل البارت من زمان نستناك أتمنى ما تكونين تعبانه أو عندك مشكله 😢😢
    الله يخليك إذا كنتي الحين تقرأين تعليقي نزلي البارت و اللي يعافيك 😿😿

  13. اوه ام جي .
    فعلا هيري ميتة لا مُحال .
    البارت غني بالاحداث طبعا 😭، بس م دا افهى ينتقم منها ع ايش ؟ بس لانها تجاوزت عليه ؟ مدا اشوف هالشي منطقي معقولة م في شي اكبر من ذا ؟ بجد تصرفه معها مبالغ فيه و حقير 😑، م له داعي يعاملها كذا 🔫😕 كسرت خاطرررييي هيري 😭😭😭 بس هي بعد م كان لازم تقول لهن انه في شي بينهم و هي تدري ايش يفكرن 😑، المهم الوضع يجلط 😭😭😭🔪
    اما جونغهيوونن ف ايش سالفته ؟ شكله معجب فيها 😆😆😆 لطيف معها كثيرر 😭😭، صراحة اللي سواهه ب بيكهيون كفو والله 😂 يستاهل 🔫😒، بس شكله معجب فيها ، احسه بيحبها 😭😭، و الانسه بعد عندي احساس انها بتحب هيون 😬😬 و مدري حماس حماس 😭😭 م بقى شي ع الفطور ياربي م ودي اتركها 😭😭😭 ، المهم فايتنغ لطيفتنا ، تشاريسوو 😍✋🏻.

أضف تعليق